اهلاً وسهلاً بكم دوماً وليس يوماً عبر مدونتي وعالمي الخاص

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

عيد سعيد


برقية من زوجة شهيد لزوجها الشهيد


بَرْقـِيَّةُ الْعـِيدِ مـِنْ زَوْجَةٍ لِزَوْجِهَا الشَّهـِيدِ


.. هَذِهِ بـَرْقـِيَّةٌ بِمُنَاسَبَةِ قُدُوم ِ الْعـِيدِ مِنْ زَوْجَةٍ لِزَوْجِهَا الشَّهـِيدِ ...



الـدَّمْعُ نـَالَ مـِنْ عـُيـُونـِي
حـَرَقَ مـُسـْتـَوْحـِشاً جـُفـُونـِي
أَغـْرَقَ وَجْهـِي فـِي هـَيَجَانِهِ
يـُغـَيـِّرُ دَائـِماً لـَوْنـِي
لـِيـَسْـأَلَنـِي عـَنْكَ ...
صِغـَارُكَ مـِنْ بـَعـْدِ غـِيَابـِكَ
يـَأْكـُلـُهـُمُ الاشْتـِيـَاقُ إِلـَيـْكَ
جـَاهـِلـُونَ مـَعـَالـِمَ وَجـْهـِكَ ...
لـَمْ يـُصَدِّقـُوا بـَعـْدُ مـَوْتـَكَ
بـَلْ لـَمْ يَعْرِفـُوا مَاذَا
يـَعـْنِي اسْتـِشْهَادُكَ ؟؟
يـَقـُولـُونَ لِي كـُلَّ يـَوْم ٍ
أَيْنَ وَالـِدُنـَا يـَا أُمِّي
يَبْكـُونَ فـِي حـُضْنِي
خَائـِفـِينَ مـِنْ زَمـَانـِكَ .......
**
الزَّمَانُ الـَّذِي بَاعَ جـَسَدَكَ
وَجُثْمَانـَكَ وَنَسِيَ أَنَّـكَ
وَهـَبْتَ لـِلـْوَطَن ِ رُوحَكَ وَدِمَائـَكَ ...
زَمَانٌ قـَاس ٍ كـَالْحـَجـَرِ وَالصَّخـْرِ
أَنْسَى مـَنْ فـِي الْـوَطـَن ِ
أَنْ يـَرْعَى صِغـَارَكَ ...
أَبْكِيكَ يَا زَوْجـِي أَلْفَ مـَرَّة ٍ
وَ أَبْـكـِي عـَلـَى أَيَّامِي
وَذِكْرَيـَاتِي الْجَمِيلـَةِ مَعَكَ ...
أَفـْتـَقـِدُ الْعـَيْشَ وَلـَذَّةَ السَّعَادَة ِ
وَمَعْنَى الْحَيَاةِ فـِي غـَيْرِ أَيَّامِكَ ......
**
الْجـِرَاحُ تـَسْتـَفـِزُّنِي يَا وَالـِدَ
صِغـَارِي يَا مَنْ كـُنْتَ
وَمَا زِلْتَ حَيَاتِي وَدُنْيَتِي ...
تَعِبْتُ مِنْ تَذَكـُّرِ أَنْفَاسِكَ
تَعِبْتُ مِنْ إِعَادَةِ الصُّوَرِ
فِي عـَقْلِي الَّتِى بِهَا
تَفَاصِيلُ ذِكْـرَيَاتِكَ ...
أَكْتُبُ لـَكَ الآنَ وَابْنُكَ الصَّغِيرُ
يَتـِيمُ الأَبِ وَالْوَطَن ِ بِِجَانِبـِي
مَا زَالَ يَنْكـُرُ مَمَاتَكَ ..........
**
.. بَرْقـِيَّةٌ أُهْدِيهَا لِكـُلِّ زَوْجَاتِ وَأَبْنَاءِ الشُّهَدَاءِ بِمُنَاسَبَةِ عِـِيدِ الْفـِطْرِ السَّعـِيدِ ...

جاء الهيد دون قرار سياسي


جـَاءَ الـْعـِيدُ دُونَ قـَرَارٍ سـِيـَاسـِيٍّ



جـَاءَ الـْعـِيدُ رُغـْمَ أَنَّ
نـَهـَارَنـَا لـَيـْلٌ وَلـَيـْلـَنـَا نـَهـَارُ ...
جـَاءَ رَغـْمَ أَنـَّنـَا نـَبـْنـِي
وَسـُرْعـَانَ مـَا يـَأْكـُلُ كـُلَّ
مـَا نـَبـْنـِيهِ الدَّمـَارُ ...
جـَاءَ العـِيدُ هـَارِباً مـِنْ
بـَيـْنِ أَنـْيـَابِ الْحـِصـَارِ ...
قـَافـِزاً كـَالْـفـَارِس ِ
مـِنْ فـَوْق ِ الجـِدَارِ ...
فـَالْـحـَمـْدُ لـِلَّهِ يـَا أَهـْلـِي
قـُدُومُ الْعـِيدِ لـَيـْسَ بـِتـَصْرِيح ٍ
وَلاَ بـِقـَرَارِ ...
الْحـَمْـدُ لـِلّـَهِ فـَإِنَّ الأَعـْيـَادَ
لاَ تـَعـْرفُ السـِّيـَاسـَةَ
وَلاَ حَتى الانسِكـَارَ ...
سـَنـَذْهـَبُ يـَا عـِيدُ لـِلْـمـَقـَابـِرِ
لـِنـَرَى الزُّهُورَ المـَدْفـُونـَةَ
وَنـَرْرَعَ مـَزِيداً مـِنَ الأَزْهـَار ِ ...
سـَنـَذْهـَبُ يـَا عـِيدُ لـِلْمَعـَابـِرِ
لـِنُهـَدِّدَ الـتـَّآمـُرَ وَشـَبح الانتظار ...
ِسنَصَعدُ يـَا عيدُ للْمَنابـِرِ
لنكبر رغم الجوع والدموع
بعد كل انتصار ...
سَنَرْتـَدِي وَجْهَ المَاء ِ
فـَالطـَّرِيقـَةُ طـَرِيقـَتـُنـَا
فـِي إِطـْفـَاءِ كـُلِّ نـَار ٍ ...
سَنـَكـُونُ عـَنَاوِينَ كـَمَا كـُنَّا
دَوْماً فـِي كـُلِّ أَخـْبـَار ٍ ...
لَكـِنْ جـَاءَ العـِيدُ لـِلـْبـِلاَدِ
سـَعـِيدٌ هـُوَ الفـَقـِيدُ الجـَدِيدُ
الـَّذِي مـَاتَ شـَهـِيدٌ مـِغْوَارٌ ...
مـَبـْنـِيٌّ مـِن مات فـِي نـَفَقٍ قـَدْ انـْهـَارَ
عـَرَقِ الحـَسْرَةِ وَالأَحـْجـَارِ ...
هـَذِهِ غـَزَّةٌ وَسُرْعَانَ
مَا تـَنـْتـَهـِي فـِيهَا الأَعـْمَارُ
وَسُرْعـَانَ مَا تـَتَحَقـَّقُ
رَغـْـبـَةُ الأَقـْـــــدَارِ ...
جـَاءَ الْعـِيـدُ يـَا كـــبــار
بعد موت الاولاد الصغار ..........